الأحد، 14 يونيو 2015

الرد على “الباحثون” السوريون

يقول النص المُتَرجَم:

"ما هو برجك؟ كثيراً ما يكون هذا السؤال مطروحاً في الأحاديث المتداولة بين الناس، وتتفاوت درجة الاهتمام بهذا السؤال بين باحثٍ عن الترفيه والتسلية، وبين من قد يتفاءل أو يتشاءم وفق توقعات برجه، وبعض الناس قد تصل بهم الأمور ليغيروا مسرى حياتهم بسبب توقعات المنجمين!"

- نعم هذا صحيح، ولكن الكثير من الناس يفوته أن لا برج بكليته يؤثر علينا.. فالصحيح أن يقال، ما هي الأبراج التي تلعب دوراً في خارطتك الشخصية؟..

يتابع النص المُتَرجَم:

"ما هي صحة الأبراج؟ وما هي التأثيرات الممكنة من تلك المجموعات النجمية؟ وهل أنتم متأكدين أصلاً من أنكم وُلدتم في تواريخ أبراجكم الفلكية التي تعرفونها اليوم! إذ أن الأبراج أصبحت 13 برجاً!"

- هنا يبدأ اللف والدوران والاستغباء، فالأبراج التي نتحدث عنها في علمنا لا علاقة لها أبداً بالمجموعات النجمية.. لذلك، مهما بلغ عددها فهي لا تهمنا.. 

- وأصلاً الربط بينها وبين ما نتحدث عنه خاطئ لكن جاء بناء على استعمال كلمة "برج"، والحقيقة أنها فترات أو نطاقات فلكية أو علامات Signs.. لا أبراج ولا مجرات..

يتابع المصدر المترجِم:

" من أين أتت الأبراج؟
تُقسم القبة السماوية (السماء المرئية لنا) فلكياً إلى مجموعاتٍ نجميّة ظاهرية، تصورها القدماء وفق أشكال خيالية رُبِطت مع أشكال بعض الحيوانات وبعضها أخذ أسماء شخصياتٍ أسطورية، وعام 1928 قام الاتحاد الفلكي الدولي بتنظيم هذه المجموعات النجمية وتقسيمها لـ88 برجاً ما بين القبتين السماويتين الشمالية والجنوبية لتسهيل عملية الرصد والدراسة الفلكية، ونتيجة دوران الأرض حول الشمس يُخيّل إلينا ظاهرياً بأن الشمس تقوم بدورةٍ حول الأرض كل سنة مشكلة مساراً يسقط على خلفية القبة السماوية لترسم حزاماً وهمياً يمر من بعض تلك المجموعات النجمية ويسمى بدائرة البروج الاثنا عشر بحسب التقسيم القديم، وهي عدد من المجموعات النجمية التي تقع على نفس مستوي مدار الشمس الظاهري، وهذه الأبراج الاثنا عشر هي التي يتداولها المنجمون: الحمل، الثور، الجوزاء، السرطان، الأسد، العذراء، الميزان، العقرب، القوس، الجدي، الدلو، والحوت، ويُحدد برج الشخص كما هو متعارف بحسب البرج الذي تقع فيه الشمس يوم ولادة الشخص، فإذا صادف وكانت الشمس واقعة أمام برج العقرب مثلاً؛ يُقال أن الشخص من مواليد برج العقرب."

- نفس الفكرة المغلوطة.. هذا شيء معزول تماماً عن الأبراج التي نتداولها، حتى لو أخذت نفس التسمية قبل ٢٠ ألف سنة بناءً عليها.. ولكن لا علاقة بها مطلقاً..

يتابع النص المترجَم:

"عند اكتشاف الأبراج قديماً، وخلال عامٍ واحدٍ، قَدَّر المُنجمون بأن الشمس تحتاج إلى شهرٍ كاملٍ للمرور في كلٍ من الأبراج الاثنا عشر، وبما أن محيط الدائرة كما هو معلوم 360 درجة، فعلى كل برج أن يشغل 30 درجةً من القبة السماوية عبر دائرة البروج، ويُقدر بدايةُ استخدام المنجمين للأبراج منذ 600 عام قبل الميلاد، وحُدد يوم الاعتدال الربيعي الذي يتقاطع فيه مدار الشمس مع خط الاستواء السماوي، أي أول يوم من فصل الربيع في نصف الكرة الشمالي، كنقطة البداية ليكون برج الحمل هو نقطة الصفر في دائرة البروج أو ما يسمى "النقطة الأولى من الحمل"، ليشمل هذا البرج أول 30 درجة ومن بعده يأتي برج الثور ليشمل الدرجات من 30 إلى 60 والجوزاء من 60 إلى 90...إلخ، وهكذا حتى تكتمل الأبراج الاثنا عشر."

- الغريب أن المصدر المترجَم يحيل كل شيء في علمنا للعبث، وكأن لا صوت لعاملين في هذا المضمار كي يتحدثوا عما يعلمون..

- العلامات الفلكية تبدأ من نقطة الاعتدال الربيعي في كل زمن.. وتم تقسيم الدائرة انطلاقاً من العلاقات المتبادلة بين الطبيعة والبشر، وليس بهذه العشوائية.. فكان - وبناء على ذلك - كل فصل من فصول العام يحتوي على ثلاث فترات مميزة لها خصائصها.. الأولى من كل فصل تسمى أصلية والوسطى من كل فصل تسمى ثابتة والأخيرة من كل فصل تسمى متغيرة.. وهذه هي العلامات الاثني عشر، وجاء تقسيمها ذاك اعتماداً على الطبيعة واختياراً منها لا من الإرادة البشرية..

- وكان القدماء يراقبون زيارات الأفلاك إلى هذه النطاقات الفلكية ويسجلون الملاحظات ويقارنونها مع سابقاتها.. إلى أن توصلوا إلى النتائج التي هي اليوم علم النجوم الأسترولوجي.. حتى لو لم يتمكنوا بعد من اختبار العلاقة السبببية بين الكواكب والإنسان..

يتابع الفطحل:

" ما هو الخطأ الذي وقع فيه المنجمون؟
"الحركة البدارية" (precession) لم تكن معروفة حينها لدى قدماء المنجمين، وهي حركة تنتج عن تفلطح الأرض وتأثير جاذبية القمر والشمس عليها، فتتمايل الأرض باستمرار وفق شكلٍ مخروطيٍ حول محورها لتُتم دورةً كاملةً كل 25800 عام، تدعى تلك الحركة بالحركة البدارية أو المداورة، وخلال ال2500 عامٍ الماضية قد سببت هذه الحركة انزياح نقطة التقاطع ما بين خط الاستواء السماوي وما بين مدار الشمس، لتتحرك غرباً بحوالي 36 درجة، أي ما يقارب انزياح الأبراج من مواقعها لمدة شهرٍ كامل.
نتيجة لذلك، فإن من وُلدوا بين 21 آذار/مارس وما بين 19 نيسان/ابريل من الخطأ أن يعتبروا أنفسهم من مواليد برج الحمل، لأننا اليوم نعلم تماماً أن الشمس لم تعد ضمن كوكبة الحمل في معظم هذه الفترة (نتيجةً للحركة البدارية) بل ستكون ما بين 11 آذار/مارس و18 نيسان/ابريل في برج الحوت! والمدهش أكثر أن من ولد ما بين 29 تشرين الثاني/نوفمبر و17 كانون الأول/ديسمبر سيكون من مواليد برجٍ فلكيٍ لم يُكتب عنه يوماً في أي مجلة أو يسمع به على لسان أي منجم في أي زمن مضى! برجه سيكون "الحواء" وهو الذي تمر فيه الشمس مباشرةً بعد برج العقرب.
وبسبب الحركة البدارية فإن المستوي المُحدد بمدار الشمس متغير، أي أن موقع كلٍ من تلك الأبراج ومدة مكوث الشمس فيها متغيرٌ بشكل دائم، وعددها أيضا قد يتغير كما هو الحال اليوم، حيث أصبحت الشمس تغطي 13 برجاً عوضاً عن 12، وتختلف مدة المكوث فيها تماماً عما هو متداول في حسابات المنجمين."

- نعود للفكرة الأولى لنجد أن هذا مجرد كلام فارغ..

يتابع المترجم:

" ويجب أن نعلم بأن بُعد تلك المجموعات النجمية عن الأرض قد يبلغ مئات أو آلاف السنوات الضوئية، ونجوم الكوكبة أو البرج الواحد تقع في تشكيل ظاهري لنا ولكنها في اغلب الأبراج متباعدةٌ وغير مترابطةٍ نهائياً، ولا تملك أي تأثير مشترك فيما بينها سوى في المشاهدة الظاهرية لنا بالنسبة لموقعها."

- جميل وخطير..

ويقول النص أيضاً.. المترجَم طبعاً:

"ومع أن علم الفلك الحديث استند على بعض التقسيمات والتسميات من تسميات التنجيم القديمة، ولكنه علمٌ حقيقيٌ يهتم بدراسة حركات الكواكب والنجوم ويسهل وينظّم الأرصاد الفلكية من خلال تقسيم السماء الظاهرة لمجموعات نجمية أو أبراج فلكية، ويحب علينا عدم الخلط بين التنجيم وعلم الفلك."

- هههههههه صحيح.. رغم المغالطات هنا إلا أنه فعلاً وبرغم الحركة البدارية، علماء الفضاء يسمون الأبراج كما هي التسمية القديمة قبل ٢٠.٠٠٠ سنة..

لنتسلى قليلاً.. يقول:

"بغض النظر عن الحقائق الفلكية السابقة، لماذا قد ينجح المنجمون في توقعاتهم؟!
بعد أن قُمنا بالنقض العلمي الفلكي لفكرة وجود الأبراج الـ12 التي يقوم عليها التنجيم، لنفترض أن الأبراج ثابتةٌ لا تتغير، وأن عددها فعلاً 12"

- لا أرجوك لا تفترض.. الأبراج ليست بحاجة لافتراضاتك فهي ١٢ فعلاً رغماً عنك..

يتابع:

"هل سيكون حينها التنجيم بالأبراج صحيحا؟! بالتأكيد لا!"

لا؟! وهل تعرف شيئاً أصلاً عن الأبراج حتى تقول لا يا بنيّ؟

"وإن صدق المنجمون بتوقعاتهم فإن هذا يعود لما يُسمى بتأثير فوريير، نسبةً لعالم النفس بيرترام فورير (Bertram R. Forer) الذي تحدث عنه"

- حسم الأخ القضية.. لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله..

"حيث وجد أن الناس يميلون لقبول أي وصفٍ غامضٍ وعام قد ينطبق على أي شخص في هذا العالم على أنه وصفٌ موجهٌ إليهم شخصياً"

- هئ.. الأبراج لا تقول وصفاً عاماً..

مثلاً: يمكن أن تقول لشخص ما: أنت شخص تخاف الخوض في علاقات جنسية لأنك تؤمن بطهارة الجسد المؤبدة، ولديك حس موسيقي لا يندثر، وذهن شارد في كل لحظة..

من سمع هذا الكلام، أي سامع سيتقبله؟

يتابع:

"أنت شخصٌ مُحتاجٌ لتقدير الناس وإعجابهم، لكنك رغم ذلك تميل لانتقاد نفسك كثيراً، وفي حين أن لديكَ شيئاً من ضعف الشخصية، فإنك قادرٌ على تعويض ذلك الضعف بشكلٍ عام، ولديك من القدرات الكامنة الكثير التي لم تستخدمها في صالحك بعد."

- العب بعيداً عن هنا.. هذا ليس من علمي في شيء..

يقول:

"قد يظن أيُّ شخصٍ أن هذا الكلام هو المعني به تماماً (وهو كلامٌ عشوائيٌ نقلتُه من إحدى صفحات الانترنت)، لكن حين تفكر بالأمر؛ أليس الكثيرون منا يحبون أي يحوزوا تقدير الناس وإعجابهم؟ ومن منّا لا ينتقد نفسه حين يُخطئ؟ ومن أيضاً ذو شخصيّةٍ كاملةٍ بتمام جوانبها ولا تعاني من أي ضعف؟ وهل من أحدٍ يستغل كل وقته وقدراته على مدار الـ24 ساعة في اليوم؟!"

- يا أخي عظيم.. نعم نعم كلامك درر.. ولكن لا يخصني :)

يتابع:

"وإضافةً إلى ذلك فإن الناس يميلون لتصديق هكذا معلومات تصفهم بغموض، وهذا ما فعله فورير في الدراسة التي أجراها على تلاميذه، حيث أعطاهم استبياناتٍ فيها أسئلة عن شخصياتهم، وبعد أن أجابوا على الاستبيانات أخذها ولم يقرأها، ثم عاد وأعطى كل واحدٍ منهم نصاً شبيهاً بالذي كتبناه كمثال (جميعهم حصلوا على نفس النص) وطلب منهم أن يُقيّموا مدى دقة تحديده لصفاتهم بعلامةً من 0 إلى 5، مُدّعياً أنه حدده صفاتهم بناءً على الاستبيانات، وقد أعطاه معظم الطلاب علامة 4.2 من 5 في صحة انتقائه لصفاتهم (أي أن فورير كان على حقٍ في 84% من صفاتهم التي كتبها في النص)، مع أنهم أخذوا جميعاً نفس النص وأن فورير لم يقرأ الاستبيانات! (ترقبوا مقالنا القادم في سلسلة العلم الزائف عن تأثير فوريير)"

- هذه صفات عامة كما قلت حضرتك، يمكن أن تنطبق على جميع الناس ولا علاقة لها بما نتحدث عنه من تفاصيل انطلاقاً من خارطة الولادة..

أي مواقع الشمس والقمر والكواكب والكويكبات والنقاط الفلكية في البيوت والعلامات الفلكية.. التي تختص بكل إنسان على حدة..

يتابع:

"خُلاصةً، لا يمكن لمجموعة من النجوم التي تبعد عنا مئات وآلاف السنوات الضوئية أن تتحكم وتسيطر بنفس الطريقة على العمل والدراسة والصحة والحياة الاجتماعية والأسرية لمئات الملايين من البشر الذين يعيشون في مناطق مختلفة من العالم ويخضعون لظروف موضوعية مختلفة من حيث الثقافة والتعليم ومستوى المعيشة! وبالتالي فإن فرص صناعة المستقبل ستكون متفاوتةً بين شخصٍ وآخر حتى ولو ولدا في نفس اليوم واللحظة"

- لم نقل نجوم.. قلنا كواكب.. هذا أولاً..

ثانياً كثير من العلوم التي لم تثبت ذاتها ذات وقت لم تكن بالنسبة لك محتملة المصداقية..

من كان منا يتوقع أن نطير على متن قطع من الحديد؟

ذات المنطق: ستكتشف يوماً (فقط بسؤالي عن خارطتك ��) مدى تأثير هذه المخلوقات الطبيعية على حياتك أيها البائس..

يتابع

"أما بالنسبة للصحف والقنوات التلفزيونية والإذاعية والتي تزخر بالكثير من برامج الأبراج والتوقعات الفلكية فما هي إلا وسائل جذبٍ رخيصة تهدف بالدرجة الأولى إلى بيع الوهم واكتساب المال من وراء ذلك، ولها انعكاساتٌ خطيرة تتعدى التسلية، فبعض الناس يُحددون مسار مشاريعهم المستقبلية وحتى علاقاتهم الأسرية وفقا لما تقول لهم الأبراج!"

- نعترف باستغلال كثيرين لهذا العلم.. فهو محبب لقلوب كثيرين ولهذا يتم استغلاله.. ولكن في النهاية له عالمه الخاص وعلماؤه واختصاصييه.. ومتابعيّ على الصفحة عرفوا جيداً مدى عمقه وتعقيده..

هناك تعليق واحد:

  1. أمانةً وصدقًا كنتُ "مع" وصرت أقرب للحياد :)

    ردحذف